big-img-news
بواسطةMada Admin | 29 مايو 2025

ندوة قراءة في كتاب "هبّة في حالة عتبة" للباحث خالد عنبتاوي (أيّار 2025)

نظّم مركز مدى الكرمل بالتعاون مع جمعيّة الشباب العرب – بلدنا ومقهى ليوان الثقافيّ، مساء الجمعة 02.05.2025، ندوة بعنوان "قراءة في كتاب: هبّة في حالة عتبة" للباحث خالد عنبتاوي، وذلك في مقهى ليوان بمدينة الناصرة.

افتتحت الندوةَ د. عرين هوّاري، المديرة العامّة لمدى الكرمل، مؤكِّدة أهمّيّة إحياء ذكرى هبّة الكرامة وما تكشفه من خصوصيّة الداخل الفلسطينيّ. وخلال مداخلتها، أشارت إلى أنّ الدراسة تشتبك مع الأُطُر النظريّة العلميّة حول التحوُّلات الاجتماعيّة وحول الهبّات الشعبيّة عالميًّا وعربيًّا وفلسطينيًّا، لتحاول أن تأتي بتنظير ينطلق من حالة البحث. وأضافت قائلة إنّ الدراسة، في تحليلها وفي مَفْهَمتها، تنطلق من سياق الداخل أو ما يسمّى "خصوصيّة الداخل"، وفي لحظة تَقاطُع تحوُّلات جدليّة على مستويات مختلفة. وأشارت هوّاري أنّ الكاتب يحلّل بالتفصيل الواقع الشديد التركيب الذي تعيش فيه الجماعة التي يبحث في نضالها، ويتحدّث عن خصوصيّتها دون ابتذال وتبرير لهذه الخصوصيّة ولِما قد تولَّدَ من ذاتٍ مصلحيّة، وفي الوقت نفسه دونما انسلاخ عن واقعها. وفي نهاية كلمتها قالت: "تخوض الدراسة في أسباب فعل الهبّة، ولكنّها في الوقت نفسه تسهم في فَهْم التحوُّل من الحركة إلى الصمت والاستكانة وإعاقة الفاعليّة اليوم؛ أي إنّها مفيدة لمن يريد أن يفهم ما قبل الهبّة وما بعدها، أي الخوف والصمت في ما بعد السابع من أكتوبر، وبخاصّة في الأشهر الأولى من حرب الإبادة على غزّة".

وقدّم الباحث خالد عنبتاوي، المرشَّح لنَيْل الدكتوراة في معهد جنيـﭫ، مداخلة عرَضَ فيها أبرز استنتاجات دراسته التي تناولت الهبّة كتقاطع لتحوُّلات سياسيّة واجتماعيّة شهدها الداخل الفلسطينيّ على ثلاثة مستويات: إسرائيل والمجتمع الإسرائيليّ؛ فلسطينيّي الداخل؛ القضيّة الفلسطينيّة عمومًا. وأشار إلى الكيفيّة التي بها انعكست هذه التحوُّلات في بنْية ونمط الهبّة وشكّلت ملامحها على خمسة مستويات: (1) جغرافيا الهبّة، ولا سيّما تكثُّف أحداثها الصداميّة في "المدن المختلطة" كعكّا واللدّ، وفي النقب؛ (2) الصدام مع المستوطنين وحضور هؤلاء في قاموس الهبّة على ضوء استشراء مشروع "النواة التوراتيّة"؛ (3) نمط التنظُّم اللامركزيّ فيها؛ (4) تصدُّر فئات وشرائح مستضعَفة ومهمَّشة اجتماعيًّا-اقتصاديًّا لأهمّ أحداثها الصداميّة، إذ إنّ غالبيّة المتّهَمين هم من هذه الشرائح، رغم أنّ المشارَكة في الهبّة كانت عابرة للشرائح؛ (5) قاموس الهبّة الذي غلبت عليه خطابات الوحدة الفلسطينيّة والوكالة والفاعليّة. وخلصَ إلى طبيعة الهبّات وبنْيتها في الداخل على أنّها هبّات حَدّيّة أو هبّات على العتبة، حيث إنّ ضعف المركز السياسيّ، والتبعيّة الاقتصاديّة الكاملة للمركز الاسرائيليّ، وغياب المؤسَّسات -جميع هذه هي عوامل تعوِّق دائمًا استمراريّة الهبّات.

وقدّمت شذى عامر، المحامية والناشطة المجتمعيّة السياسيّة، قراءة للفصل الثالث من موقع مزدوج: كقارئة نظريًّا، وكمن عايشت الهبّة ميدانيًّا في يافا وضمن حراك "طالعات". التقت في قراءتها تجربتها السياسيّة والشخصيّة مع التحليل الأكاديميّ، وتوقّفت عند العلاقة المتحوّلة مع "الإسرائيليّ" كمستعمِر مباشر، وحدود التنظيم القاعديّ، متسائلة عمّا إذا كان غياب القيادة خيارًا واعيًا أَمْ ظرفيًّا، وعن ماهيّة معيار القيادة الذي نسعى إليه. كذلك تناولت التحوُّلات الجغرافيّة والاجتماعيّة في المدن المختلطة، وبخاصّة في يافا، حيث أفرغت سياسات الاستطباق أحياء فلسطينيّة من سكّانها لصالح عائلات ميسورة، وهو شكل من أشكال الطرد، وإن لم يكن دائمًا بدوافع استعماريّة تقليديّة. وسلّطت الضوء على مظاهر العنف غير المسبوقة التي رافقت الهبّة، نحو: المدنيّين المسلَّحين؛ المجموعات شبه العسكريّة؛ وحدات القمع المجهولة الهُويّة. ربطت بين لحظة الهبّة وحالة الاستكانة الجزئيّة الراهنة، وطرحت تساؤلات بشأن أشكال الوكالة السياسيّة الممكنة اليوم، وإن لم ترتقِ إلى مستوى هبّة جماهيريّة، مشيرة إلى ضرورة إعادة بناء مشروع سياسيّ جامع ينطلق من التنظيمات الشعبيّة، مثل لجان الأحياء والمِهنيّين. وختمت بالتأكيد على أنّ كلّ قراءة للوضع الراهن لا يمكن أن تنفصل عن التحوُّلات الإقليميّة والعالميّة، في ظلّ حرب إبادة مستمرّة.

يسّرت الندوةَ الصحافيّةُ زهرة سعيد، منسِّقةُ مشروع التواصل في جمعيّة بلدنا، وحرصت على إتاحة المجال لنقاش مفتوح مع الحضور الذي أسهم بمداخلات وأسئلة تناولت تحدّيات التنظيم، وواقع العمل السياسيّ، والخطوات القادمة.

لمشاهدة الندوة، يرجى الضغط هنا

 

 

الاكثر قراءة